توكيل الله الملائكة بالسماوات والأرض وكفر من قال بتأثير الكواكب
قال المصنف رحمه الله:
[وأما الملائكة، فهم الموكلون بالسماوات والأرض، فكل حركة في العالم، فهي ناشئة عن الملائكة، كما قال تعالى: ((فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا))[النازعات:5].. ((فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا))[الذاريات:4] وهم الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل، وأما المكذبون بالرسل المنكرون للصانع، فيقولون: هي النجوم.
وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكَّل بالجبال ملائكة، ووكَّل بالسحاب والمطر ملائكة، ووكَّل بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها، ثم وكَّل بالعبد ملائكة لحفظ ما يعمله وإحصائه وكتابته] اهـ.
الشرح:يقول رحمه الله: [وأما الملائكة فهم الموكلون بالسماوات والأرض]، أي: موكلون من قبل الله [فكل حركة في العالم فهي ناشئة عن الملائكة، كما قال تعالى: ((فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا))[النازعات:5] ((فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا))[الذاريات:4]...] كما ذكر الله صفات أخرى للملائكة في قوله: ((وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا))[المرسلات:1]... وقوله تعالى: ((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا))[النازعات:1-2]...] إلى آخر ما ورد في القرآن من آيات تذكر أفعال الملائكة وصفاتهم، وهذا كله سنأتي عليه إن شاء الله تعالى بالتفصيل.
والمدبرات والمقسمات في هذه الآيات يؤمن بها المؤمنون بالله والمؤمنون بالنبوات، فيؤمنون أن تدبير الكون وتقسيم الأمر والأرزاق فيه وما يتعلق به، وتدبير النطفة في الرحم وما يتعلق بقبض الأرواح، وخلق الجبال والسحاب... إلى آخره، يقع بواسطة الملائكة بإذن الله سبحانه وتعالى وقد سخرها الله لذلك ووكلها بهذه الأعمال.
قال المصنف رحمه الله: [وأما المكذبون بالرسل المنكرون للصانع] يعني: للخالق، وهي أفضل من كلمة (الصانع)، [فيقولـون: هي النجـوم] أي: المدبرات هي النجوم، وسوف نتكلم إن شاء الله تعالى عن التنجيم والكهانة في فقرة خاصة، لكن لا بأس هنا أن نجمل في المسألة حتى تتضح الصورة، وخاصة ونحن نتحدث عن تدبير الكون والنجوم والتي هي خلق من خلق الله سبحانه وتعالى، ولله سبحانه وتعالى في خلقها حِكَم ذكرها نصاً في كتابه العزيز: فخلقت النجوم زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات كما قال قتادة رضي الله عنه: [[من قال شيئاً غير ذلك فقد تكلف وقال بغير علم]] وأدلة هذه الحكم قوله تعالى: ((وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ))[النحل:16] وقوله: ((إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ))[الصافات:6]، وهذا دليل على أنها زينة للسماء، ودليل أنها رجوم للشياطين قوله تعالى: ((وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ))[الملك:5] فهذه هي الحكم من خلق النجوم، وليس لها علاقة بإنزال الأمطار، ولا إحياء الموتى، ولا تدبير الأمر، ولا تقسيم الأرزاق ولا شيء من ذلك.